التضاريس


تتميز المعالم الرئيسة لسطح أرض المملكة الأردنية الهاشمية بامتدادها الطوليّ من الشمال إلى الجنوب، إذ تمتدّ منطقة الأغوار الأردنية في الجزء الغربي باتجاه شمال-جنوب، يليها شرقاً امتداد السلسلة الجبلية باتجاه الامتداد نفسه، وإلى الشرق منها تقع البادية الأردنية.

  •  الأخدود الأردني 

يمتد الأخدود الأردني من الطرف الشمالي الغربي للأردن إلى أقصى الطرف الجنوبي الغربي (خليج العقبة)، ويُقسم إلى ثلاثة أقسام:

1.   غور نهر الأردن: ويحدُّه نهر الأردن غرباً والمرتفعات شرقاً، ويشتهر بالزراعة المرويّة، وهو معمورٌ سكانياً، ويُعرَف السَّهلُ الفيضيّ لنهر الأردن باسم "الزَّوْر"، ويفصِل ما بين مستوى الزَّور ومستوى الغور حافّةٌ من الأراضي غير الصالحة للزراعة تُعرَف باسم "الكتار". أما أراضي الغور فهي مَحصورة بين الحواف الجبليّة والكتار.

وتجري مجموعة من الأودية الجانبية التي ترفد نهرَ الأردن عبر أراضي وادي الأردن، قادمةً من المرتفعات الجبلية، وهي تكوّن دالاتٍ مروحية، تتفاوتُ في مساحتها وأهميتها.

2.   البحر الميت: هو أخفضُ بقاع العالم (420 متراً دون مستوى سطح البحر)، وتنتشر المنشآت السياحية على طرفه الشمالي الشرقي، بينما تتوزّع المراكز العمرانية في شرقه وجنوبه الشرقي.

3.   وادي عرَبة: وطوله حوالي 170 كيلومتراً، ويشتمل على بعض التجمعات السكانية.

 

  •  المرتفعات

تشكل المرتفعات الجبلية في الأردن فاصلاً طبيعياً بين وادي الأردن والبادية الشرقية، وتتكوَّن من هضبةٍ تتخلّلها السلاسل والقمم والقباب الجبلية تمتدّ ما بين نهر اليرموك شمالاً والحدود الأردنية السعودية جنوباً، ويبلغ متوسط ارتفاع هذه الهضبة الجبلية حوالي 1200 متر فوق مستوى سطح البحر، وتنحدر تدريجياً نحو الشرق لتتصل بالهضبة الصحراوية، في حين أنّ الجزء الأعظم منها ينحدر بشدّة نحو وادي الأردن في الغرب.

وتتّخذ المرتفعات الجبلية شكلَ وحداتٍ إقليمية من الشمال إلى الجنوب، تشمل على التوالي مناطق عجلون، والبلقاء، والكرك، ومعان.

ويبلغ متوسط ارتفاع منطقة عجلون حوالي 850 متراً فوق مستوى سطح البحر ويتَّخِذ جزؤها الجنوبي شكلَ القِباب متمثلاً في قبّة عجلون، بينما يشكل جزؤها الشمالي سهولَ إربد.

أما منطقة البلقاء فيبلغ متوسط ارتفاعها حوالي 925 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتبرُز قبة السلط في الجزء الشمالي منها، بينما تمتد سهول مادبا المتموّجة في الجزء الجنوبي منها.

ويبلغ متوسط ارتفاع منطقة الكرك عن مستوى سطح البحر حوالي 1150 متراً، وهي في جزئها الجنوبي أكثر ارتفاعاً منها في الجزء الشمالي، وينبسط سطح الأرض في الأجزاء الوسطى منها حيث تقوم القُرى والمدن المحيطة بالأراضي الزراعيّة.

ويبلغ متوسط ارتفاع منطقة معان عن مستوى سطح البحر حوالي 1300 متر، وتنحدر مرتفعات الشراة فيها بشدّة نحو وادي عربة في الغرب. وأشهر قمم جبال الشراة: جبل المبرك (1734 متراً)، وجبل هارون (1336 متراً في الجنوب الغربي من البترا). وجبل رمّ (1754 متراً) الذي يوجد في هضبة حسمى بمنطقة معان، وجبل أم الدامي (1854 متراً) الذي يعدّ أعلى جبل في الأردن. ويوجد في هذه المنطقة أيضاً وادي رمّ، الذي يسمّى "وادي القمر" لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر.

هذه المرتفعات هي أهم مناطق الأردن، إذ إنها منطقة التركُّز السكاني الرئيسة، ويعيش فيها معظم سكان الأردن، حيث تتوفر الظروف الطبيعية الموائمة من مناخ وتربة، ويتمركز فيها النشاط الاقتصادي الرئيسي، ويبلغ أقصى عرض للمرتفعات نحو 50 كيلومتراً، ويقلّ التركُّز العمراني والنشاط الاقتصادي في المناطق الجنوبية منها.

 

  • البادية الأردنية 

تسمّى أيضاً "الصحراء الشرقية" أو "هضبة البادية الصحراوية"، وهي الامتداد الشرقي لهضبة المرتفعات الجبلية في الأردن، والامتداد الشمالي للهضبة في شبه الجزيرة العربية، وهي الجزء الجنوبي من هضبة بادية الشام. والهضبة بصفةٍ عامّة ذات أرضٍ متموِّجة، ومع ذلك فإنها لا تَخلو من وجود بعض السلاسل الجبلية في الأجزاء الجنوبية الغربية، وبخاصة جنوب معان. كما توجد فيها بعض المنخفضات والقيعان والأودية الطولية، مثل منخفض الجفر، وقاع الديسي، ووادي السرحان. وتحتلّ صحراء الحماد مساحات واسعة من الهضبة، بينما تنتشر الأراضي الرملية في هضبة حسمى في الجنوب، والحرات البازلتية في الجهة الشمالية الشرقية من البادية، وتشكّل هذه المنطقة 75 بالمئة من المساحة الإجمالية للأردن، وتحدّ الظروفُ الطبيعية مِن وجود المراكز العمرانية بها، بل إن معظمها يخلو تماماً من السكان.

وتكشف الخرائط الطبوغرافية للأردن أن التجمعات السكانية تتركّز في المرتفعات، وإلى حدّ ما في الأخدود أو الأغوار، وتقلّ هذه التجمعات حدَّ الندرة في البادية الأردنية.