تشكل المرتفعات الجبلية في الأردن فاصلاً طبيعياً بين وادي الأردن والبادية الشرقية، وتتكوَّن من هضبةٍ تتخلّلها السلاسِل والقِمَم والقِباب الجبلية وتمتد ما بين نهر اليرموك شمالاً والحدود الأردنية السعودية جنوباً.
يبلغ متوسِّط ارتفاع هذه الهضبة الجبلية حوالي 1200 متر فوق مستوى سطح البحر، وتنحدِر تدريجيا نَحو الشرق لتتَّصِل بالهضبة الصحراوية، في حين أن الجزء الأكبر منها ينحدِر بشدة نحو وادي الأردن في الغرب.
تشتمِل المرتفعات الجبليّة على وحداتٍ إقليميّة من الشمال إلى الجنوب، هي مناطِق عجلون والبلقاء والكرك ومعان على التوالي.
ويبلغ متوسِّط ارتفاع منطقة عجلون حوالي 850 متراً فوق مستوى سطح البحر، ويتَّخِذ جزؤها الجنوبي شَكل القِباب مُتمثِّلاً في قبّة عجلون، بينما يُشكِّل جزؤها الشمالي سهول إربد. أمّا منطقة البلقاء فيبلغ متوسِّط ارتفاعها حوالي 925 متراً فوق مستوى سطح البحر. وتبرُز قبّة السلط في الجزء الشمالي منها، بينما تمتَد سهول مادبا المتموِّجة في الجزء الجنوبي منها.
أمّا منطقة الكرك فيبلغ متوسِّط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر حوالي 1150 متراً، وهي في جزئها الجنوبيّ أكثر ارتفاعاً منها في الجزء الشمالي، وينبسِط سطح الأرض في الأجزاء الوُسطى منها حيث تقوم القُرى والمدُن المحيطة بالأراضي الزراعيّة.
أما منطقة معان فيبلغ متوسِّط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر حوالي 1300 مترا وتنحدِر مرتفعات الشراة فيها بشِدّةٍ نحو وادي عربة في الغرب، وأشهر قمم جبال الشراة؛ جبل المبرك (1734 متراً)، وجبل هارون (1336 متراً) في الجنوب الغربي من البترا، وتوجد قمّة جبل رمّ (1754 متراً) في هضبة حسمى بمنطقة معان، وتضم جبل أم الدامي (1854 متراً)، وهو أعلى جبل في الأردن، ويوجد فيها أيضاً وادي رمّ، ويسمى أيضاً "وادي القمر" نظراً لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر.
هذه المرتفعات هي أهم مناطق الأردن، إذ إنها منطقة التركز السكاني الرئيسية، بل ويعيش بها معظم سكان الأردن، حيث تتوفر فيها الظروف الطبيعية الموائمة من مناخ وتربة، وبها النشاط الاقتصادي الرئيس، ويبلغ أقصى عرض للمرتفعات نحو 50 كيلومتراً، ويقل التركز العمراني والنشاط الاقتصادي في المناطق الجنوبية منها.