العلاقات الأردنية - العُمانية


وقف الأردن قيادةً وحكومةً وشعباً إلى جانب سلطنة عُمان منذ بواكير نهضتها المباركة، مواكباً مسيرة الخير والبناء والتطور فيها، وسارع لتلبية احتياجاتها من الكوادر والخبرات المؤهلة في المجالات التربوية والاقتصادية والثقافية والطبية. وعلى المنوال نفسه، كانت السلطنة سنداً للأردن في مواجهة التحديات، ولم تألُ جهداً في دعم قضاياه وتوجهاته. وقد أرسى دعائمَ هذه العلاقة المميزة المغفورُ لهما جلالة الملك الحسين بن طلال وجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراهما. 
واستمرت هذه العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين مع تولّي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية؛ فقد ربطت جلالته بالمغفور له جلالة السلطان قابوس علاقات شخصية قوية، وهي العلاقات نفسها التي ربطته بالسلطان هيثم بن طارق الذي تولى مقاليد الحكم في السلطنة في عام 2020، واتسمت على الدوام بتبادل وجهات النظر والتشاور والتنسيق حيال القضايا العربية والإقليمية، وبما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين اللذين يقفان في خندق واحد لخدمة الأمة ونصرة قضاياها. 
وإلى جانب التطابق في وجهات النظر بين البلدين حيال القضايا الأساسية العربية والإقليمية والدولية، فإنهما يشتركان في تبنّي النهج الوسطي السلمي والمتوازن الداعم للشرعية الدولية.
ويتسم الشعبان الأردني والعُماني بتمسُّكهما بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وهو ما يَبرز في المشاركات الفنية التي تمثل كلّاً منهما في المهرجانات الثقافية للبلد الآخر؛ وبخاصة مهرجان جرش في الأردن ومهرجانا مسقط وصلالة في عُمان.
ويعمل في سلطنة عُمان قرابة ستة آلاف مواطن أردني في القطاعين العام والخاص، يتركزون بشكل رئيس في القطاعات التربوية والأكاديمية والتدريبية والهندسية والوظائف الإدارية والمالية في الشركات والمصارف والمصانع.
وفي ما يتصل بالتعاون في المجال الاقتصادي، فإن أهم الصادرات الأردنية إلى سلطنة عُمان: الأدوية، والخضراوات والفواكه، والسجاد، والأسمدة الكيماوية، والمصنوعات من الحجر والإسمنت، والبلاستيك، والمعدات والآلات. أما أهم المستوردات الأردنية من سلطنة عُمان، فهي: الأسماك والقشريات، والرخام، ومحضّرات الأغذية، والمنتجات الكيماوية العضوية. وفي مجال العلاقات التعليمية والثقافية، ساهمت الهيئات التدريسية الأردنية يداً بيد مع نظيرتها العُمانية في النهضة التعليمـة التي شهدتها السـلطنة في العقود الأخيرة، إذ يعمل في السـلطنة حـوالي ألف معلم وأسـتاذ جامعي، والتوجه إلى مزيد من التعاون في المجال التعليمي في ظل الإشادة بالمعلم الأردني وتميزه وقربه النفسي والاجتماعي من الطالب العُماني.
وهناك حوالي 1480 طالباً عُمانياً يدرسون في في الجامعات الحكومية والخاصة الأردنية، وتسعى الجهات الرسمية وغير الرسمية في المملكة إلى تهيئة الأجواء المناسبة لهم دراسياً وثقافياً واجتماعياً، كما يوجد برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي بين البلدين، وآخر للتعاون التربوي يجدَّد كل ثلاث سنوات، ينظِّم ويؤطِّر علاقات البلدين الشقيقين في المجالين الثقافي والتربوي، وهناك أيضاً عملية ربط وتوأمة بين عدد من الجامعات العُمانية ونظيرتها الأردنية في كثير من التخصصات. وهناك أيضاَ تبادل للبعثات الدراسية. 
وتأكيداً على التمازج الثقافي والحضاري بين الشعبين الشقيقين، أُنشئت وحدة للدراسات العُمانية في جامعة آل البيت في عام 1998، لتكون الأولى من نوعها في المشرق العربي ولتشكل جسر التواصل البحثي والأكاديمي بين الأردن والسلطنة، وتقوم الوحدة بعقد سلسلة من الندوات الدولية عن عُمان التاريخ والتراث والحاضر وعن العلاقات الأردنية العُمانية بصفة دورية، ويصدر عنها العديد من الكتب والدراسات ذات الشأن العُماني. وهناك أيضاً تعاون وتبادل مستمر للخبرات بين البلدين في المجالات الطبية والزراعية والإعلامية والعسكرية.